طقوس الزواج في الجزائر
تتعدد تقاليد الزواج في الجزائر بتعدد المناطق، حيث أن مساحة دولة الجزائر مساحة كبيرة تختلف فيها الثقافات، وبالتالي تتعدد العادات والتقاليد، الخاصة بترتيبات الزواج والمهر والخطوبة والأزياء التي يتم ارتداؤها في تلك المناسبات.
ولتقاليد الزواج في منطقة ميزاب أعراف معينة على الجميع احترامها فلأهل هذه المنطقة منظومتهم الاجتماعية والثقافية التي لا مكان فيها للأجنبي، أما التقرب إلى نسائهم أو رؤيتهن فهي أقرب إلى المستحيل، وتلك المنطقة الجزائرية يحرص أهلها على إحاطتها بأسوار من الطين، حفاظا على خصوصيتها، وهي تتكون من خمس قرى أساسية هي "غردانة"، و"القرارة"، و"بريان"، و"العطف"، و"بني يزقن"، وتتميز أعراس وادي ميزاب بالبساطة التي يتميز بها أهل تلك المناطق، فلا مكان لمظاهر الفرح الصاخبة من غناء ورقص، ففي بيت العروس حيث يقام حفل الزفاف، ويحضره عدد محدود جداً من النساء المدعوات اللاتي هن في الأصل من الأقارب المقربين من العائلة..
ومن الأصول الراسخة في تلك المنطقة أن الزواج لا يتم إلا بين عائلات من عشيرة واحدة، يلتقي نسبها في جد واحد، ويعتبرون أن الزواج يكون غير صحيح إذا كان أحد طرفي الزواج من غير أهل المنطقة.
والعروس في هذه المنطقة من الجزائر لا تلجأ إلى مصفف الشعر، بل تقوم بعض السيدات المتخصصات بتزيين العروس في يوم عرسها وهن يتوارثن هذه المهنة جيل بعد جيل والتي تعرف باسم "التية"، ويعرفن ما يليق للمرأة الميزابية من تسريحة وحلّي وزينة، وذلك يتم بقليل من "الكحل" والسواك، وهي تقوم بتزيين العروس لمدة سبعة أيام كاملة، ترافق خلالها العروس في مأكلها ومشربها قبل زفافها إلى زوجها وعادة ما تتقاضى "التية" مبلغاً مالياً متواضعاً مقابل الخدمات التي تقدمها للعروس تبعاً للمستوى المعيشي والاجتماعي لكل عائلة.
وترتدي العروس في يوم زفافها رداء غالبا ما يكون من صنع حرفيات المنطقة ويراعى فيه أن يحمل خصوصيات الثقافة الميزابية، ويطلق على الرداء الذي ترتديه العروس الميزابية لتستقبل به ضيوفها بـ "تيملحفت" وهو الذي يتميز بالألوان المزركشة التي يطغى عليها اللونان الأخضر والأصفر والأشكال الهندسية المتناهية في الصغر.
وتراعي العروس الميزابية الاعتدال في وضع الحلي التي يشترط أن تكون من الذهب يمنحا إياها العريس دون تحديد مسبق لنوعية الطقم أو وزنه أو تعدد أجزائه وتسمى مجموعة الحلي الذهبية عندهم باسم "سرّمية"، لابد للعروس أن تضع "الخلخال" في ساقيها ويشترط أن يكون من معدن الفضة الخالصة كرمز للصفاء والنقاء.
أما عن العريس الميزابي، فهو مطالب بدفع مهر لعائلة الفتاة المراد الزواج منها، ويقدر مبلغ هذا المهر تبعا لنظام عرفي قائم هناك يطلق عليه "نظام العزابة"، وهو نظام ديني واجتماعي وتربوي تأسس له مجلس في أوائل القرن الخامس الهجري على يد الشيخ أبي عبد الله محمد بن بكر، وهذا المجلس من مهامه رعاية المصالح الاجتماعية للمجتمع، فيأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويسهر على حل المشاكل والخصومات بين الناس ويحارب الآفات الاجتماعية ويشرف على الأسواق وحراسة البلدة إذا اقتضت الضرورة الأمنية ذلك، و"العزاب" رجل اعتزل العوائق الدنيوية وعزب عن الملذات "أي امتنع عنها"، وطلب العلم وسيّر أهل الخير وحافظ عليها وعمل بها.
ويتكفل هذا المجلس بتخفيف العبء المادي عن الشاب الميزابي من حيث تحديد حجم المهر والصداق وتكاليف العرس الذي لا يجوز أن تتعدى الحد المسموح به عرفا.
ويقوم العريس الميزابي في يوم عرسه بإقامة مائدة للضيوف، يكون الطبق الرئيسي فيها هو طبق "العادة" الذي يبقى سيد مائدة أعراس الزفاف في وادي ميزاب، ويتشكل طبق "العادة" من الكسكسي المدهون بالسمن المحلي الفاخر ويمزج بالزبيب، ويزين بأبراج البيض المسلوق، ويرافق طبق "العادة" طبق آخر يتشكل أساساً من شرائح عجينية بمقدار سبع شرائح يتوسط كل شريحة وأخرى خليط من الفلفل الأخضر والأحمر والطماطم المشوية التي يخفق فوقها صفار البيض حتى يتماسك الخليط وتقدم هذه الوجبة مع قطع الليمون.
ويرتدي العريس يوم عرسه "بذلة الزفاف" التي يتوارثها عن أجداده وهي تتكون من سروال "الدوّالة"، الذي يتخذ شكلاً مدوّراً ما بين الفخذين ينتهي في الأسفل بنفس شكل السروال العصري، وتعلوه "كشكشات" رفيعة على مستوى الخصر، وفوق "الدوّالة" يضع العريس الميزابي ما يسمى ـ "أحولي" وهو نوع من الأردية المصنوع من القطن الرفيع يشترط أن يكون ناصع البياض كرمز للصفاء والنقاء، ويضع كذلك "العقال" فوق رأسه كرمز لرجولته، وهذا العقال غاليا ما يكون مصنوعا من الحرير.
ويتم إحياء حفل الزواج الميزابي عن طريق ألحان المجموعة الصوتية الميزابية التي تتشكل من شباب هواة، يستخدمون آلات الطبل والبندير، ويغنون الأغنيات الخاصة بهم والتي يصبغها الطابع الديني، الذي لا مجال فيه للغزل أو الهيام.
وننتقل إلى منطقة "تلمسان" حيث لا تكاد الفتاة هناك تبلغ الرابعة عشرة من عمرها حتى تبدأ في صنع جهاز زواجها بيدها على ماكينة الخياطة، ويطلقون على هذا الجهاز كلمة "القش" تشبيها للفتاة بالعصفورة التي تصنع عشها بنفسها.
وأهل تلمسان أشبه ما يكونوا بعائلة واحدة مترابطة، ويتزاوجون فيما بينهم ويعطون الأولوية لابن العم ثم ابن الخال فالقريب فابن نفس البلد.
وعلى عكس بنات وادي ميزاب؛ فإن بنات تلمسان هن أغلى بنات الجزائر مهراً، يوم الزفاف ترتدي العروس حلي الذهب، وتضع على رأسها وأذنيها وحول جيدها عشرات الأدوار من عقود اللؤلؤ الطبيعي وذلك بالاقتراض من الأهل والجيران.
وتبدأ ليالي الأفراح بالموشحات الأندلسية التي تتغزل في العروس وتصف الطبيعة، حيث إن منطقة تلمسان كانت ملتقى الهجرات من كل مكان وخاصة هجرات أهل الأندلس .
أما الأغرب والأطرف في ذات الوقت فهو ما يحدث في بعض القبائل الجزائرية، حيث هناك نوع من أنواع الزواج يعرف باسم "زواج الجدي"، حيث جرى العرف على أن عقد الزواج لا يكتمل إلا بذبح جدي يسال دمه على عتبة باب بيت الزوجية، حتى وإن كانت هناك بعض الشروط لم يتم الاتفاق عليها، وإذا لم يتم هذا الإجراء لا يعد الزواج مكتملاً
فإذا تقدم رجل للزواج من فتاة ولم يجد استجابة من أهلها عمد إلى استغلال هذا العرف السائد لإتمام الزواج، والراغب في الزواج - ومعه أصدقاؤه - يبذلون كل ما في وسعهم للاقتراب خفية من بيت الفتاة التي يرغب في الزواج منها آخذين معهم "جدياً" وينتهزون الفرصة المناسبة للاندفاع نحو مدخل البيت حيث يقومون بذبح الجدي، وبمجرد أن يسيل دم الجدي على عتبة الباب يعد الزواج منعقداً.
تتعدد تقاليد الزواج في الجزائر بتعدد المناطق، حيث أن مساحة دولة الجزائر مساحة كبيرة تختلف فيها الثقافات، وبالتالي تتعدد العادات والتقاليد، الخاصة بترتيبات الزواج والمهر والخطوبة والأزياء التي يتم ارتداؤها في تلك المناسبات.
ولتقاليد الزواج في منطقة ميزاب أعراف معينة على الجميع احترامها فلأهل هذه المنطقة منظومتهم الاجتماعية والثقافية التي لا مكان فيها للأجنبي، أما التقرب إلى نسائهم أو رؤيتهن فهي أقرب إلى المستحيل، وتلك المنطقة الجزائرية يحرص أهلها على إحاطتها بأسوار من الطين، حفاظا على خصوصيتها، وهي تتكون من خمس قرى أساسية هي "غردانة"، و"القرارة"، و"بريان"، و"العطف"، و"بني يزقن"، وتتميز أعراس وادي ميزاب بالبساطة التي يتميز بها أهل تلك المناطق، فلا مكان لمظاهر الفرح الصاخبة من غناء ورقص، ففي بيت العروس حيث يقام حفل الزفاف، ويحضره عدد محدود جداً من النساء المدعوات اللاتي هن في الأصل من الأقارب المقربين من العائلة..
ومن الأصول الراسخة في تلك المنطقة أن الزواج لا يتم إلا بين عائلات من عشيرة واحدة، يلتقي نسبها في جد واحد، ويعتبرون أن الزواج يكون غير صحيح إذا كان أحد طرفي الزواج من غير أهل المنطقة.
والعروس في هذه المنطقة من الجزائر لا تلجأ إلى مصفف الشعر، بل تقوم بعض السيدات المتخصصات بتزيين العروس في يوم عرسها وهن يتوارثن هذه المهنة جيل بعد جيل والتي تعرف باسم "التية"، ويعرفن ما يليق للمرأة الميزابية من تسريحة وحلّي وزينة، وذلك يتم بقليل من "الكحل" والسواك، وهي تقوم بتزيين العروس لمدة سبعة أيام كاملة، ترافق خلالها العروس في مأكلها ومشربها قبل زفافها إلى زوجها وعادة ما تتقاضى "التية" مبلغاً مالياً متواضعاً مقابل الخدمات التي تقدمها للعروس تبعاً للمستوى المعيشي والاجتماعي لكل عائلة.
وترتدي العروس في يوم زفافها رداء غالبا ما يكون من صنع حرفيات المنطقة ويراعى فيه أن يحمل خصوصيات الثقافة الميزابية، ويطلق على الرداء الذي ترتديه العروس الميزابية لتستقبل به ضيوفها بـ "تيملحفت" وهو الذي يتميز بالألوان المزركشة التي يطغى عليها اللونان الأخضر والأصفر والأشكال الهندسية المتناهية في الصغر.
وتراعي العروس الميزابية الاعتدال في وضع الحلي التي يشترط أن تكون من الذهب يمنحا إياها العريس دون تحديد مسبق لنوعية الطقم أو وزنه أو تعدد أجزائه وتسمى مجموعة الحلي الذهبية عندهم باسم "سرّمية"، لابد للعروس أن تضع "الخلخال" في ساقيها ويشترط أن يكون من معدن الفضة الخالصة كرمز للصفاء والنقاء.
أما عن العريس الميزابي، فهو مطالب بدفع مهر لعائلة الفتاة المراد الزواج منها، ويقدر مبلغ هذا المهر تبعا لنظام عرفي قائم هناك يطلق عليه "نظام العزابة"، وهو نظام ديني واجتماعي وتربوي تأسس له مجلس في أوائل القرن الخامس الهجري على يد الشيخ أبي عبد الله محمد بن بكر، وهذا المجلس من مهامه رعاية المصالح الاجتماعية للمجتمع، فيأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويسهر على حل المشاكل والخصومات بين الناس ويحارب الآفات الاجتماعية ويشرف على الأسواق وحراسة البلدة إذا اقتضت الضرورة الأمنية ذلك، و"العزاب" رجل اعتزل العوائق الدنيوية وعزب عن الملذات "أي امتنع عنها"، وطلب العلم وسيّر أهل الخير وحافظ عليها وعمل بها.
ويتكفل هذا المجلس بتخفيف العبء المادي عن الشاب الميزابي من حيث تحديد حجم المهر والصداق وتكاليف العرس الذي لا يجوز أن تتعدى الحد المسموح به عرفا.
ويقوم العريس الميزابي في يوم عرسه بإقامة مائدة للضيوف، يكون الطبق الرئيسي فيها هو طبق "العادة" الذي يبقى سيد مائدة أعراس الزفاف في وادي ميزاب، ويتشكل طبق "العادة" من الكسكسي المدهون بالسمن المحلي الفاخر ويمزج بالزبيب، ويزين بأبراج البيض المسلوق، ويرافق طبق "العادة" طبق آخر يتشكل أساساً من شرائح عجينية بمقدار سبع شرائح يتوسط كل شريحة وأخرى خليط من الفلفل الأخضر والأحمر والطماطم المشوية التي يخفق فوقها صفار البيض حتى يتماسك الخليط وتقدم هذه الوجبة مع قطع الليمون.
ويرتدي العريس يوم عرسه "بذلة الزفاف" التي يتوارثها عن أجداده وهي تتكون من سروال "الدوّالة"، الذي يتخذ شكلاً مدوّراً ما بين الفخذين ينتهي في الأسفل بنفس شكل السروال العصري، وتعلوه "كشكشات" رفيعة على مستوى الخصر، وفوق "الدوّالة" يضع العريس الميزابي ما يسمى ـ "أحولي" وهو نوع من الأردية المصنوع من القطن الرفيع يشترط أن يكون ناصع البياض كرمز للصفاء والنقاء، ويضع كذلك "العقال" فوق رأسه كرمز لرجولته، وهذا العقال غاليا ما يكون مصنوعا من الحرير.
ويتم إحياء حفل الزواج الميزابي عن طريق ألحان المجموعة الصوتية الميزابية التي تتشكل من شباب هواة، يستخدمون آلات الطبل والبندير، ويغنون الأغنيات الخاصة بهم والتي يصبغها الطابع الديني، الذي لا مجال فيه للغزل أو الهيام.
وننتقل إلى منطقة "تلمسان" حيث لا تكاد الفتاة هناك تبلغ الرابعة عشرة من عمرها حتى تبدأ في صنع جهاز زواجها بيدها على ماكينة الخياطة، ويطلقون على هذا الجهاز كلمة "القش" تشبيها للفتاة بالعصفورة التي تصنع عشها بنفسها.
وأهل تلمسان أشبه ما يكونوا بعائلة واحدة مترابطة، ويتزاوجون فيما بينهم ويعطون الأولوية لابن العم ثم ابن الخال فالقريب فابن نفس البلد.
وعلى عكس بنات وادي ميزاب؛ فإن بنات تلمسان هن أغلى بنات الجزائر مهراً، يوم الزفاف ترتدي العروس حلي الذهب، وتضع على رأسها وأذنيها وحول جيدها عشرات الأدوار من عقود اللؤلؤ الطبيعي وذلك بالاقتراض من الأهل والجيران.
وتبدأ ليالي الأفراح بالموشحات الأندلسية التي تتغزل في العروس وتصف الطبيعة، حيث إن منطقة تلمسان كانت ملتقى الهجرات من كل مكان وخاصة هجرات أهل الأندلس .
أما الأغرب والأطرف في ذات الوقت فهو ما يحدث في بعض القبائل الجزائرية، حيث هناك نوع من أنواع الزواج يعرف باسم "زواج الجدي"، حيث جرى العرف على أن عقد الزواج لا يكتمل إلا بذبح جدي يسال دمه على عتبة باب بيت الزوجية، حتى وإن كانت هناك بعض الشروط لم يتم الاتفاق عليها، وإذا لم يتم هذا الإجراء لا يعد الزواج مكتملاً
فإذا تقدم رجل للزواج من فتاة ولم يجد استجابة من أهلها عمد إلى استغلال هذا العرف السائد لإتمام الزواج، والراغب في الزواج - ومعه أصدقاؤه - يبذلون كل ما في وسعهم للاقتراب خفية من بيت الفتاة التي يرغب في الزواج منها آخذين معهم "جدياً" وينتهزون الفرصة المناسبة للاندفاع نحو مدخل البيت حيث يقومون بذبح الجدي، وبمجرد أن يسيل دم الجدي على عتبة الباب يعد الزواج منعقداً.